نبذةٌ تاريخيةٌ في تاريخ الفن بقراءة عدد من الاسكتشات (الرسوم التحضيرية) للمدرسة التعبيرية :
تتضح أهمية الاسكتش في الفنون من خلال تتبع تاريخ الفن بقراءة عدد من الاسكتشات:
القرن العشرون :
إن أكثر ما يميز القرن العشرين هو تنوع الأساليب فيه، على الرغم من وجود اتجاهٍ شائع في البعد عن الواقعية التصويرية إلى التعبيرية و التجريد وأساليبَ أخرى شخصية، ولكن لا يزال هناك ازدهارٌ للواقعية المنضبطة كقوة إبداعية مفروضة . وعبر هذا وذاك يظل الاسكتش الوسيلة لتدوين الأفكار والملاحظات ورؤية الفنان؛ فهو مازال يعكس المدارس المختلفة .
بقيت فرنسا ـ بلا منازع ـ المركز الذي انبثقت منه الحركات الفنية الجديدة حتى بعد الحرب العالمية الأولى 1918م ، في العقدين الأولين نشط التعبيريون، ثم بعد ذلك التكعيبيون، ثم السرياليون، وقد أسسوا جميعًا حركة التصوير في الفن الحديث . في إيطاليا فرعٌ من التكعيبية وهي المستقبلية، ضخَّت الدم في الفنانين الإيطاليّين التقليديين المحتضرين .
وخلال هذه السنوات نفسها بدأت حركةٌ غير تقليديةٍ قويةٌ، تهيمن عليها النزعات التعبيرية عند مجموعةٍ من الفنانين في ألمانيا و النمسا .
لم تعد فرنسا مركز الابتكار، فألمانيا تزدهر أيضًا، خاصةً بعد مدرسة الباوهاوس[1] ـ التي ضمت الفنانين والمعماريين والمصمميين وغيرهم من العاملين في مجال الفنون البصرية، حتى أصبحت إحدى أكبر القوى التي غيرت مفهوم الجمال . نيويورك أيضًا نمت كمركزٍ إبداعيٍّ بعد عام 1945م، في السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية، وانتقلت إلى موضع القيادة .
السفر، المعارض الدولية، الكتب، والمجلات الدورية طمست تقريبُا الاختلافات الإقليمية الوطنية ـ التي ميزت سابقًا فنون بلادٍ أو منطقةٍ ما عن الأخرى ـ ؛ ما أدى إلى أن يكون الاختلاف الوحيد اليوم في الأعمال الفنية هي وجهة نظر الفنانين كأفراد .
تعتبر كمية الرسم والتصوير والاسكتشات التي تم إنتاجها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية هائلةً، وتنوعها ونشاطها وجودتها تشهد على حيوية الحركة الحديثة.
المصطلحات التي تصف بشكلٍ ملائم الاتجاهات الأكثر شيوعًا في القرن العشرين هي : التجريدية، التعبيرية، التكعيبية . كما أنه من المستحيل أن نجزم أين تنتهي الواقعية وتبدأ هذه الاتجاهات .
التعبيرية :
في العقد الأول من القرن العشرين: طور مجموعةٌ من الفنانين الفرنسيين ـ الذين شجعتهم فنون ما بعد الانطباعية ـ أسلوبًا جديدًا؛ حيث عملوا بألوانٍ مترابطةٍ قوية، ثم طبقوها بجرأةٍ وحرية.
الاعتقاد بأن "كل ما هو عديم الفائدة ضار"، و النظرية القائلة بأن "التكوين هو فن ترتيب العناصر المتنوعة بالطريقة التي يعبر بها الفنان عن مشاعره"، شجعت الفنانين على التلقائية والتعبير بأسلوبٍ بدائيّ، موجهين ضربةً أخرى إلى الأوساط الأكاديمية التقليدية التي تعلم الرسم بدقة وبتفاصيل كاملة.
كانت لوحات بعض الفنانين تعبر عن الخيال أكثر من كونها تعبيرًا عن الواقع، فتظهر الشخصيات كأنها تطفو ضد قوانين الجاذبية، كما لو كانت في حلم . وتستخدَم الخامات بطريقةٍ مباشرةٍ وغير معقدة . كما تتضح هذه الصفات في الاسكتش بالحبر و ألوان الجواش
) مارك شاغال (1887 - 1985 روسي - فرنسي)
"الموسيقار العجوز"، حبر وألوان جواش، 27.3 سم X 20.95سم
متحف سولومون غاغينهايم، نيويورك _ الولايات المتحدة
تعليقات: 0
إرسال تعليق