اعلان

مشاركة مميزة

التصميم الجيد

كيفية إختيار كدر ( تكوين ) جيد في اللوحة     كيف تصصم لوحة ممتازة   أربع نصائح لرسم تكوينات قوية : التكوين ا...

الاسكتش الفني sketch أهمية الاسكتش ودوره في تطور الفنون


أهمية الاسكتش ودوره في تطور الفنون

المقدمة :

ترجع علاقتنا بالفنون منذ عاش الانسان على هذه الأرض كما تدل الآثار التي عُثر عليها والتي تعود لملايين السنين، ومنذ ذلك الوقت استخدم الانسان جميع الأدوات والوسائل المتاحة له في بيئته للتعبير عن مواضيع تشلغه، ومنذ نشأة الفنون فإن الاسكتش يعد جزءا لا يتجزأ منها، نقل أفكار الفنانيين وملاحظاتهم على مر تاريخ الفنون.
يعد الاسكتش (الرسم التخطيطي) هو بمثابة العنصر الرئيس للفنان أو النحات أو المصمم، فنرى الفنانيين على مر العصور قاموا بالتخطيط لأعمالهم بواسطة رسومات سريعة تعد أطروحة للفكرة قبل الشروع في العمل النهائي . ويختلف الغرض من الاسكتش: فقد يكون تجريبًا لتجربة التكوين الأفضل و الأكثر تعبيرا عن العمل ، أو لحساب واختيار زوايا العناصر المختلفة للمساعدة على الوصول للشكل النهائي للعمل الفني. يساعد الاسكتش الفنان أيضًا على التعبير والاحتفاظ بالفكرة لحظة تجليها، ويمكن تنفيذه بأي خامةٍ تقريبًا. وقد يصل الاسكتش إلى أن يكون قطعةً فنيةً جميلةً تعبر في كثيرٍ من الأحيان عن مشاعر الفنان أكثر من العمل النهائي نفسه.
فالاسكتش هو: رسم أو تصوير تقريبي بسيط سريع وبدون تفاصيل، فهو لقطة لفكرة تجلت في خيال الفنان، وهو مختلف عن الدراسة، فالدراسة هي : رسم أو تصوير مفصّل لجزء من أجزاء اللوحة، يستغرق فيها الفنان في التفاصيل.
ومؤخرا في العصر الحديث، نجد العديد من الفنانيين ــــــ وخاصة الناشئين ــــــ  قد تناسوا أهمية الاسكتش، واستبدلوه بالاكتفاء ببعض الدراسات لأجزاء تفصيلية للوحة و التي أشكلت عليهم.
لكن الاسكتش له دورٌ وأهميةٌ كبيرةٌ في مساعدة الفنان على تطوير مهارات الملاحظة، ويحفزه على الفكر الإبداعي، وبالتالي تطوير أفكارٍ للعمل الفني، دون التركيز على تفاصيل قد تشتته عن التعبير عن انفعاله اللحظي .

 تعريف الاسكتش (sketch) :


عُرِّف الاسكتش بطرقٍ متعددةٍ؛ فقاموس أكسفورد العالميّ عَرَّفه بأنه: "رسمٌ أو تصويرٌ تقريبيٌّ غير مكتملٍ وغير دقيق؛ يُصنع غالبًا للمساعدة في عمل لوحةٍ تصويريةٍ أكثر اكتمالًا" ثم أضاف في التوضيح "نسخةٌ تقريبيةٌ أو غير مكتملةٍ من أيِّ عملٍ إبداعيّ" . و في موسوعة الفن عُرّف الاسكتش بـ: "رسم بسيط، أو تصميم تقريبيّ، يتم بسرعة ودون تفاصيلَ كثيرة"، وهو تعريفٌ موجزٌ ومعقول، وفصّلَت الموسوعة: "رسمٌ أو تصويرٌ سريعٌ ودون تفاصيل، غالباً ما يكون بمثابة دراسةٍ أوليةٍ ، أو حسابٌ عام موجز أو عرض تقديمي ؛ أي: الخطوط العريضة" . و من مسميات الاسكتش: رسمٌ تحضيريٌّ، رسمٌ أوليّ، رسمٌ كروكي، رسمٌ تقريبيّ .
لوحة رفائيل[1] شكل رقم (1) مثالٌ جيدٌ لتوضيح مفهوم الاسكتش؛ فهي رسمٌ سريع، دون تفاصيل كثيرة؛ يبحث فيها الفنان عن التكوين المناسب والتعبير الأفضل للوحة التي طُلب منه تنفيذها . وبمقارنتها مع اللوحة المنتهية، يمكننا ملاحظة تفاعل الفنان وبحثه في الاسكتش؛ حيث تشعر بحماس الفنان والتفاعل بين يديه وعينيه وعقله والفرشاة والورق .
شكل رقم (1) رفائيل سانزيو (1483 _1520 ، إيطالي)
اسكتش للوحة "الألبا مادونا"، طباشير أحمر، 40
سم X   26.67 سم ،متحف الفن والتاريخ، ليل ـ فرنسا

أهمية الاسكتش :

يساعد الاسكتش في نقل الفكرة وترجمتها وصياغتها بسرعة، دون التركيز على التفاصيل.
والاسكتشات التي تركها لنا كبار الفنانين سمحت لنا بالاقتراب أكثر من فكرهم، فهي في كثيرٍ من الأحيان ملاحظاتٌ وتدويناتٌ من الفنان لنفسه فقط، كدفتر اليوميات، بعيدًا عن التحسين و التجويد الذي يكون في اللوحات المنتهية، بل وتحمل هذه الاسكتشات طاقةً تعبيريةً ضخمةً وانفعالاتِ الفنان. وأغلب اللوحات الزيتية والمنحوتات في الماضي تم التخطيط لها بعناية في اسكتشات، مِن ثّمَّ نُفذت بدقة.
عاملٌ آخر يفسر جاذبية الاسكتش عن العمل المكتمل: هو مشاركة المشاهد في عملية التخيل؛ حيث إن العملَ غيرُ المكتمل يتطلب بعض التخيلات لاستكماله، هذه المشاركة الخيالية تُشعر المشاهد بمزيدٍ من الفضول والمشاركة .
وترجع أيضًا أهمية الاسكتش ـ قبل تعديله وعرضه على العميل ـ إلى كونه يعبر عن رؤية الفنان وليس العميل . وللاسكتش دورٌ هامٌّ في الاحتفاظ بالفكرة لحظة تجليها في ذاكرة الفنان أو وقوع عينيه على زاويةٍ يرى فيها موضوعًا جيدًا للوحة؛ ولهذا نجد غالبية الفنانين يحملون أقلام الرصاص والدفاتر الصغيرة؛ لمثل هذه المواقف التي لا تتكرر .

أقسام الاسكتش :

تنقسم الاسكتشات إلى نوعين رئيسيين :
· اسكتش تسجيل لواقعٍ مرئيٍّ .
· اسكتش لفكرةٍ في خيال الفنان .

الوسائط المستخدمة في الاسكتش :

يؤثر الوسيط الذي يعمل به الفنان تأثيرًا كبيرًا على الشكل الذي سيتخذه العمل بعد انتهائه . معظم الفنانين يسعدون بتذوق الوسائط المختلفة . تنقسم الوسائط المستخدمة إلى: وسائط جافة (الفحم، قلم الفضة[1]، الطباشير ...) ووسائط غير جافة ( قلم الحبر، طبقات اللون الرقيقة، والوسائط المختلطة[2]...) .

أولًا : الوسائط الجافة :

·       الفحم: وهو أحد أقدم الوسائط المستخدمة في الاسكتش، وهو هشٌّ للغاية، بالتالي من السهل التلاعب به، ويتكيف بشكلٍ جيدٍّ مع الاسكتشات كبيرة الحجم، يتم تصنيع الفحم الآن بأشكالَ ودرجاتِ صلابةٍ مختلفة. ولأنه يمكن استخدامه للدراسة، ويمحَى بسهولة، ويمكن استخدامه على أوراقَ غير مكلفة؛ يوصى به للطلاب .

·       قلم الرصاص الحديث: والذي تم تطويره من القلم المعدني[1] المستخدم في العصور الوسطى، حيث كان قلم الفضة القلمَ المعدني الأكثر استخدامًا للاسكتش؛ فقد استُخدم بشكلٍ جيدٍ للاسكتشات صغيرة الحجم، مع القدرة على وضع تفاصيلَ دقيقة . أقلام الرصاص الحديثة تأتي في مجموعةٍ واسعةٍ من الأشكال والأنواع . ويستخدم في اسكتشات القلم الرصاص وحده أو مع وسائطَ أخرى .

·       الطباشير: وهو مصطلحٌ يشمل مجموعةً واسعةً من وسائط الرسم المصنعة الخشنة، وتشمل طباشير السبورة الخشنة، والباستل الناعمة متعددة الألوان، وأقلام تلوين الشمع ؛ ونظرًا لأن الطباشير يتوفر في مجموعةٍ كبيرةٍ من الألوان؛ يتم استخدامه في الاسكتش الأكثر تفصيلًا من اسكتشات الفحم عادةً .

·       الحفر: وهو في الأساس عملية نقش، يتم فيها نقش خطوطٍ على خلفيةٍ غامقةٍ؛ لكشف السطح الأبيض الأساسي، على الخشب أو المعدن، وكان يستخدم غالبًا في الإعلانات والرسوم التوضيحية، وهي تشبة عملية الطباعة .

ثانيًا : الوسائط غير الجافة (السائلة) :

·       الحبر: ويمكن استخدامه بأشكالٍ متعددة، فيمكن أن يكون سائلًا، أو في حالةٍ صلبة . الحبر الأكثر تفضيلًا للفنانيين هو الهندي؛ لسواده المخمليّ . كانت أقلامُ الريشة والقصب المستخدمةَ حتى القرن التاسع عشر، ولا يزال بعض الفنانين يفضلون أقلام القصب؛ لخطوطها المميزة . أما الآن فتتوفر العديد من الأقلام المصممة للفنانيين، والتي تزودهم بمجموعةٍ متنوعة غنية من الموارد للاستخدامات المختلفة . ويستخدم الحبر مع القلم (وهي تقنيةٌ تم اشتقاقها من القلم المعدني وعمليات الطباعة، في أوائل عصر النهضة)، أو مع الفرشاة (والفرشاة تعطي مرونةً أكثر من خط القلم، ويستخدم الحبر معها في صورة طبقاتٍ رقيقة[1]، وفي هذه الحالة يخفف الحبر بالماء) .

·       الوسائط المختلطة: وهي مزيج من عدة وسائط، وقد شهد القرن العشرون توسعًا هائلا فيها، بعدما كانت مستهجنةً في القرن التاسع عشر، تم تحفيزها أيضًا في الفن المعاصر .

·       أنواع دهانات مختلفة (ألوان مائية، أكريلك، زيتية ..): وتستخدم هذه الوسائط أيضًا في التصوير مع اختلاف التقنيات في الحالتين .



[1] طبقةٌ رقيقةٌ من طلاء (Wash): مصطلحٌ لتقنيةٍ في الفنون البصرية تخلق طبقاتٍ شبه شفافةٍ من الألوان، ويطلق على الحبر المخفف أو الطلاء المائيّ المطبق بالاقتران مع الرسم، عادةً يتم استخدام لونٍ واحدٍ أو اثنين فقط؛ إذا تم استخدام المزيد من الألوان فمن المحتمل أن يتم تصنيف النتيجة على أنها لوحةٌ مائية كاملة .



[1] قلم معدني (Metal point): قلم من المعدن (فضة، نحاس، رصاص)، كان الأداة التقليدية للرسم في القرن إلخامس عشر، ومن أكثر أنواعه شهرةً قلم الفضة .



[1] قلم الفضة Silverpoint : هي تقنية رسمٍ تقليدية، استخدمها لأول مرةٍ كتبة القرون الوسطى في المخطوطات، واحد من عدة أنواعٍ من القلم المعدني، ويعطي خطًا رماديًا غامقًا، لا ينكسر ولا يتطلب شحذًا، يرسم به على ورقٍ معدٍّ بطبقة من عظمٍ مسحوقٍ أو أبيض من الزنك، مما يخلق خطًا متينًا يتكون من شظايا معدنية . بمجرد الرسم به لايمكن مسحه، ويتأكسد للون البنيّ .
[2] الوسائط المختلطة mixed media : هي مجموعة متنوعة من الوسائط، كالقماش و / أو الورق و / أو إلخشب وألوان ... إلخ .



[1] رفائيلو سانزيو Raffaello Sanzio  (1483_1520 ، إيطالي) : فنانٌ من عصر النهضة، يعد من بين أساتذة الحركة الكلاسيكية الأولى، يجمع فنه بين الدقة في التنفيذ وتناسق إلخطوط، وله اعتناءٌ خاص بانتقاء الألوان. كان له تأثيرٌ كبيرٌ على فن التصوير حتى أواخر القرن التاسع عشر.




صباح فنون
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع صباح فنون .

جديد قسم : نقد و تحليل فني

إرسال تعليق