تحليل لوحة حقل الخشخاش
رسم كلود مونيه هذه اللوحة عام 1873م وأطلق عليها اسم حقل الخشخاش، صور فيها أربعة أشخاص يتجولون في حقل خشخاش في أرجنتيل ،باريس.
من المحتمل أن تكون المرأة في المقدمة مع الطفل هما زوجة الفنان كاميل و ابنهما جون.
سنحلل هذه اللوحة اعتمادا على المحاور التالية:
التكوين :
عند النظر إلى تكوين هذه اللوحة، نجده تكوينا بسيطا لمنظر طبيعي.
فاللوحة مقسمة عرضا إلى نصفين ، نصف للسماء الزرقاء، والنصف الآخر للحقل الأخضر. بينهما مجموعة من الأشجار. وقد ربط بين النصفين بالألوان و المحاور، وسنشرح ذلك لاحقا .
المحاور:
المحور الأكبر في هذه اللوحة هو خط الأفق ( الخط العرضي الفاصل بين السماء و الحقل) ، ثم هناك محور مائل يتشكل من لون الزهور التي على التل إلى اليسار . ولدينا هذا المحور الرأسي للشجرة الكبيرة، ولوزن اللوحة رسم الفنان محور المرأة الرأسي التي على اليمين .
( مقارنة المرأة بالشجرة مقارنة ممتعة فنرى كيف تبدو الشجرة كامرأة ؛ وذلك لأن لها نفس ايقاع المرأة على اليمين، فهي تتراقص مع الرياح كالمرأة المرتدية فستانا) .
اللون:
استخدم نظام الألوان المتكاملة المجزأة في هذه اللوحة ، فنجده استخدم الألوان الأحمر والأخضر والأزرق،
يغلب على اللوحة اللون الأخضر والأزرق، مع القليل من اللمسات باللون الأحمر.
وقد وضع مونيه هذه اللمسات بذكاء لأن اللونين الأحمر والأخضر هما ألوان مكملة ومتباينة إذا وضعت بجانب بعضها البعض، ولكنه سمح للأخضر بالسيطرة مع اختياره لدرجة أحمر مناسبة ، وبالتدقيق نرى كيف مزج الأحمر مع الأخضر بنسبة صغيرة في باقي الحقل وليس فقط في الزهور.
وكرر كذلك اللون الأحمر في المنزل البعيد .
وربط بين السماء و الحقل بلون السماء الأزرق الذي كرره في ملابس المرأة على اليمين.
الملمس :
عند التحدث عن قيمة الملمس في هذا العمل فإن أول ما يلفت انتباهنا هو الأزهار الحمراء وما تحققة من ملمس للوحة .
وحيث إن الفنان لم يستخدم الألوان في شكل كتل؛ فإن قيمة الملمس في هذا العمل تعتمد على الملامس التي يرسمها الفنان ، ونجد ذلك في ملمس العشب وملمس الأشجار وخاصة الشجرة الكبيرة .
حركة العين في العمل :
أول ما تقع عليه عين المشاهد هي الشجرة الكبيرة في الخلفية؛ وذلك للتباين الكبير بينها وبين لون السماء. ثم تتجه العين إلى المرأة و الطفل في المقدمة على اليمين، ومنهما إلى المرأة و الطفل على اليسار مرورا بالأزها الحمراء على التل .
ثم تتجول العين في اللوحة مرة أخرى لتعاين المنزل البعيد، ومنه إلى تمعن أكبر في تفاصيل اللوحة كالعودة إلى المرأة و الطفل في المقدمة بنظرة أكثر تمعن، و الأزهار و السحاب في السماء .
للمزيد حول كيفية تحليل العمل الفني
تعليقات: 0
إرسال تعليق